مجموعة قيمة من الكتب الاسلامية النادرة
الفقه المالكي10-
المعونة على مذهب عالم المدينة للقاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي
يُعتبر كتاب«المعونة على مذهب عالم المدينة»، للقاضي عبد الوهاب بن علي
بن نصر البغدادي (ت422هـ)، من المؤلفات الجامعة في المذهب المالكي، أبان
فيه صاحبه عن غزارة علمه، وملكة فقهية كبيرة، وإلمام واسع بباقي العلوم
الأخرى.
ذكر في مقدمته أن تأليفه هذا جاء تلبية لطلب سائل أن يضع كتابا مختصرا في
متناول المبتدئين، يسهل عليهم حفظه، والتفقه به في الدين، ومِفتاحا لهم
لكتابيه الكبيرين الأول: شرحه على رسالة ابن أبي زيد القيرواني(ت 386هـ)،
والثاني: الممهد في شرح مختصر الشيخ أبي محمد.
ومما يزيد من قيمة هذا الكتاب ويرفع من شأنه؛ كونه لم يترك بابا من أبواب
الفقه المعروفة إلا وطرقه، سالكا في ذلك نفس الترتيب الذي صار عليه من
تقدمه من أصحاب المذهب، فهو يأتي بالمسألة الفقهية ثم يذكر ما تفرع عنها
وتشعب من جزئيات، انطلاقا من استقرائه واستنطاقه لبعض النصوص القرآنية
ولأحاديث نبوية، وما تمخض عن الصحابة ومن تبعهم من آثار، وما ترجح واشتهر
من مذهب مالك في الأكثر، وقلما يذكر اختلاف فقهائه، بعد ذلك يأتي برأي بعض
المذاهب الأخرى مثل أبي حنيفة، وصاحبه أبي يوسف، والشافعي، وأحمد بن حنبل،
وداود الظاهري؛ إن كان لأحدهم رأي مخالف لما عليه المذهب المالكي، وإذا لم
يكن هناك مخالف فإنه يستعمل لفظ :«الإجماع»، وقد يقوم بمناقشة بعض الأقوال
والترجيح بينها، أو الرد على عليها.
ونظم المؤلف مسائل كتابه بأسلوب علمي رصين محكم، يقوم على انتقاء أجود
العبارات، واستعمال اصطلحات دقيقة ومختصرة مثل: «الإجماع»، «الاختيار»، «لا
خلاف في ذلك»، «الظاهر»، «الأفضل»، والمتصفح للكتاب يلحظ أن القاضي عبد
الوهاب ينقل كثيرا عمن تقدمه دون التصريح بهم ولا بمصنفاتهم في الأغلب.
وحظي كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة باهتمام كبير من قبل من جاء بعد
مؤلفه، كابن رشد الجد في«المقدمات الممهدات»، و«البيان والتحصيل»، وابن شاس
في «عقد الجواهر الثمينة»، والقرافي في «الفروق» و«الذخيرة»، وابن فرحون
في «تبصرة الحكام»، والحطاب في «مواهب الجليل»، وآخرون يطول المقام بذكرهم.
القاضي عبد الوهاب المالكي
هو ابو محمد عبد الوهاب بن نصر بن علي التغلبي البغدادي، أحد أعلام المذهب المالكي، ولد في
بغداد ، ونشأ بها ، وتلقى العلم فيها عن أفاضل شيوخها، ووالده كان من العلماء، واخوه كان اديبا مشهورا.
كان للقاضي عبد الوهاب الاثر الكبير في المذهب المالكي، واذا اطلق لقب
القاضي عند المالكية ، فانما يقصدونه هو . وقد أكثر متأخرو المالكية من
النقل عنه واعتماد ترجيحاته في المذهب
رابط الجزء الاول من الكتاب :
http://www.mediafire.com/?2ndn1uz2ymtرابط الجزء الثاني من الكتاب :
http://www.mediafire.com/?2g5fmff0qut